كثيراً ما نجد أننا على علاقة ودية بأحد الأشخاص و بعد فترة قد تصبح هذه العلاقة متوهجة و ما أن تتوهج حتى نجد أنفسنا مضغوطين بهذه العلاقة و السبب في ذلك يعود للخوف على تدمير هذه العلاقة و السبب الثاني عدم القدرة على التعامل بحرية أو ( برودة ) أو ( تقصير ) مع من بنينا معه علاقتنا القوية .
يشكل لنا هذا الشعور بالضغط كثيراً من المتاعب فقد نجد أنفسنا مضطرين للمجاملة أو عدم الخلاف بالرأي أو حتى التقصير في إظهار الحب في كل مرة .
لهذا أضفت هذا الموضوع لأقول بأنه يجب أن يكون الحب لله و في الله : و هذا يعني أن الحب لن يبقى توهجات عاطفية لا يوجهها العقل بل تبقى منضبطة بضوابط هي حسب ما أظن
: الحب في الله يعني : أن يبقى الإنسان على علاقة جيدة مع من أحبه حتى لو وقع خلاف أو سوء تفاهم أو حصل ما يشوب العلاقة الودية .
أن يعرف أن المحبة يجب أن تبقي الإنسان تحت المحبة لله التي لا يفوقها شيء فلا يقع الإنسان بمعصية ليرضي حبيبه فالله هو الحبيب الأول للمؤمن و ليس فوق حبه محبة .
من صفات المؤمن التغاضي عن عيوب أخيه : فعندما نحب شخصاً قد نتوقع أنه شخصاً مثالياً و هذه هي الفكرة الأخطر علينا و على هذا الشخص .
فعندما نصدّق أنفسنا بأن هذا الشخص مثالي بغض النظر عن صحة ذلك فإننا نضغط على أنفسنا و على هذا الشخص إذا أشعرناه أو أوصلنا له هذه الفكرة . هذا الضغط ينتهي عادة بنتائج وخيمة في فشل العلاقة و تظهر حالات : العداء الخفي أو الكره الخفي و كأن هذا الشخص قد خاننا و غدرنا و كذب علينا بأنه مثالي مع أننا نحن من اختلقنا فكرة مثاليته و في حالات أفضل تصبح مشاعرنا تجاه الشخص الذي أحببناه و آمنا به لدرجة التجمد .
علينا أن نفهم أن الإنسان قد تصنعه ظروفه أو بعض المواهب التي أهداها الله له أو .... الخ . و علينا أن نفهم أن الناس سواسية كأسنان المشط و لا فرق بين رئيس أو ملك و بين ضعيف الحال إلا بالتقوى فمن يتكبر على الناس يجد نفسه ضعيفاً ذليلاً إذا رأى من هو في وضع أفضل منه .
إننا نرى أناساً يقدسون أناساً و يسفهون من أنفسهم تسفيهاً ما بعده تسفيه . فهذا الذي إذا رأى شخص له مكانة في المجتمع يغمى عليه أو إذا رآى مغني يظن نفسه قد قابل رجلاً آتي من الفضاء الخارجي و يبقى مهووساً و مهلوساً لأعوام .
عندما تؤمن أن من هم في حال أضعف من حالك هم مساوون لك لن تصاب بحالات التقديس لغيرك لأنك تعرف أنه ليس هناك أحد أفضل منك في شيء إلا ببعض المواهب و الظروف .
علينا أن نتساءل ما الفرق بين ملك أو رئيس دولة و بين مواطن عادي فقير : الجواب : لا يوجد فرق سوى في الظاهر الذي ما هو إلا قشور تغر ضعيفي الإيمان , أما المؤمنين فقد يروا أن المواطن العادي يستحق الاحترام أكثر بكثير من ذلك الملك أو ذاك الرجل المشهور .
أيضاً علينا أن نفهم أن الشهرة ليست مقياس الجودة و هي معدية فعندما يقال عن فلان أنه يمتلك ميزة محددة و ما أن تنتشر بين الناس حتى يصبح فلان منزهاً عن الخطأ و عن ..... الخ .
الناس مهما اختلفت ظروفهم و أشكالهم و ألوانهم و مواهبهم متقاربون في النهاية من حيث التفاضل لكننا نحن من نصنع التفاضل و نوسعه , فقد يكون زيد من الناس أفضل من عمرو بدرجة واحدة لكننا نضع عمرو بالحضيض و زيد في القمة بسبب هذه الدرجة .
إن قوة الإيمان بسواسية البشر كمبدأ عام يدل على قوة الإيمان ببقية الأمور .
يبقى لنا أن نقول أن المقياس الحقيقي للتفاضل بين الناس إذا أردنا التفكير بعمق و صدق هو التقوى , فالرجل الأكثر تقى هو الأفضل كإنسان و ليس لأنه ملك أو أو رئيس أو فنان أو شاعر أو ........ الخ
فالأنبياء هم سادة البشر لما في قلوبهم من عظمة غيرت الأنفس الإنسانية على رغم فقر الأنبياء و ضعفهم في بادئ الأمر و كل الأمور التي ننظر إلى من تتواجد فيه في عصرنا هذا على أنها صفات غير مرغوبة فنحن لا نحترم الفقير و لا الذي ليس له مكانة في المجتمع .. تغرنا القشور و البهارج و الموبايلات و الويل لمن لم يكن موبايله هو الموبايل الأحدث في العالم .!!!!
الرئيسية
