ما دام المسئولون العرب وحكام المسلمين والسياسيون والمفكرون والفنانون وخطباء المنابر ولجان الفتوى ورؤساء العشائر والسلفيون والصوفيون والتجار والثوار والرجعيون وكتاب الصحف ووو ......
ما داموا مصممين على السكوت إذا انفردوا ، وعلى الحوقلة وضرب كف بكف إذا اجتمعوا ، وعلى إلقاء اللوم في أزمة قطاع غزة على حماس والقسام والعمليات الاستشهادية وشعارات التحرير ورفض الحل السلمي .... فهؤلاء في نظري كلهم أعوان الباطل وشركاء الجريمة ، فالساكت عن الحق شيطان أخرس من قال إننا لا نستطيع أن نفعل شيئا لغزة ..... بل نستطيع ونستطيع
نستطيع أن نرفع شعار ( نفط إسرائيل مقابل نفط غزة ) فهذا إشعار مهم في هذه المرحلة من مراحل تطور القضية الفلسطينية ، إذ من المعروف أن إسرائيل تستورد نفطها التي تحبسه عن غزة من الخارج ، إسرائيل ليست دولة نفطية وليس فيها آبار بترولية ، ومن يضمن أن لا يكون النفط الذي يتدفأ به اليهود وينيرون به شوارعهم ويحركون به طائراتهم ويوقدون به شمعدانهم من نفطنا وآبارنا وبترولنا ؟ ! فلنعاملهم بالمثل ... العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم .
[نستطيع أن نطفئ أنوار مدننا وقرانا ونبيت ليلة من ليالي الشتاء القارس دون تدفئة ولا إنارة، ولا حركة ، حتى نظهر تضامننا مع غزة وتوأمة مدننا معها ، أليست غزة هاشم أختاً للقاهرة ودمشق وبيروت وعمان وبغداد والكويت وكل العواصم العربية والإسلامية ... فلم هذا التنكر وعلام هذا النسيان . ولماذا لا نطفئ الأنوار فيها اختياراً قبل أن يطفئها علينا اليهود إجبارا ؟ !
نستطيع أن نلطم الخدود ونسوّد الرايات ونحمل السيوف والقامات ونحشد الألوف والملايين من النساء والرجال والأطفال في الشوارع والساحات والمساجد والحسينيات لنعلن صراحة أن كل أرض هي غزة وكل فرد منا شهيد فلسطين وأننا على استعداد لإقامة المآتم ولعن أولمرت واعتبار ذلك ديناً وعقيدة ...
[نستطيع أن نتوعد العالم بإيقاف المبادرة العربية والعودة إلى حالة الحرب النظرية ضد إسرائيل ، وتفعيل المقاطعة التجارية الشاملة لها ، وإحياء مجلس الجامعة العربية الميت ، وتنبيه مجلس منظمة المؤتمر الإسلامي النائمة ، ودعوة رابطة علماء المسلمين المنسية ، ووصف المندوبين الدوليين ومنظمات العالم المتمدن بالانحياز واللا مبالاة والسطحية واللت والعجن والعلك الفاضي والشعارات البايخة !! .]نستطيع أن ندعو إلى تجمع يشارك فيه السلف والإخوان والصوفية والشيعة والمسيحيون العرب والدروز وأصحاب الوسطية والمتطرفون ، وحتى خلايا القاعدة النائمة وجميع أصدقائنا وأنصارنا وأعدائنا وخصومنا ، فالمسألة أكبر من ذلك كله ... والقلوب بلغت الحناجر ... ويا روح غزة ما بعدك روح ، ويا سلام غزة ما بعدك للعالم سلام .
نستطيع أن نجمع مليار دولار لنصرة غزة ، ونستطيع رفع مليار رسالة تحية لغزة ، ونستطيع ولادة مليون طفل باسم غزة . ونستطيع أن نسمي طائراتنا التي تجوب العالم طائرات غزة ، وأعلامنا التي ترفرف فوق المباني أعلام غزة ، وأقلامنا التي تبكي دما أقلام غزة ....
يا جماعة .... يا عرب .... يا مسلمون .
غزة : فتاة فلسطينية الوطن ، مسلمة الديانة ، عربية الملامح ، شامية الهوى ، شافعية الجدود ... غزة هذه اختطفها اليهود من سريرها ، وألقوا عنها ثيابها وسط شوارع العالم ، ثم سكروا ورقصوا حولها ، وها هم الآن يفترسونها غير خائفين من غيرتكم أو قدرتكم على تخليصها ، فلا أقل من أن تطفئوا قناديلكم وتغمضوا أجفانكم وتنكسوا رؤوسكم حتى لا تروا المشهد المخزي ولا تتذكروا التفاصيل المقرفة !!